وصول أول قافلة إنسانية إلى "شرق دارفور" منذ بدء الصراع في السودان
بعد رحلة استغرقت تسعة أيام
أعلنت الأمم المتحدة وصول أول قافلة إنسانية إلى ولاية شرق دارفور منذ بدء النزاع في السودان، بعد رحلة استغرقت تسعة أيام على الطريق.
ووفقا لأخبار الأمم المتحدة، سلّمت القافلة التي وصلت الأسبوع الماضي 430 طنا من البذور الزراعية مقدمة من منظمة الأغذية والزراعة لتوزيعها على المزارعين في عموم الولاية من قبل وزارة الزراعة.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قد تفاوض على نقل هذه الشاحنات من النيل الأبيض إلى مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أمس الاثنين، على ضرورة زيادة وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل حتى تتمكن جميع المناطق الزراعية في دارفور من الاستفادة من توفير البذور.
وأضاف: "يجب على جميع الأطراف أن توفر للمزارعين إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية وضمان حمايتها أثناء قيامهم بزراعة محاصيلهم وحصادها، إن فشل الموسم الزراعي فستكون له عواقب كارثية أخرى على جميع المجتمعات في دارفور".
الفارون من الصراع
قالت المنظمة الدولية للهجرة إن الصراع في السودان أجبر ما يقرب من أربعة ملايين شخص على الفرار من ديارهم خلال ما يزيد على 100 يوم.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن أحدث بيانات مصفوفة تتبع حركة النزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة أن المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت إلى نزوح عدد هائل من الأشخاص، حيث لجأ أكثر من 926 ألف شخص إلى خارج البلاد، بينما نزح 3.02 مليون شخص داخليا.
ووفقا لآخر إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للهجرة بشأن الوضع الإنساني في السودان، أُجبر الأفراد على مغادرة جميع ولايات السودان التي يبلغ عددها 18 ولاية، بينما تتركز النسبة الأعلى من النازحين في ولايات نهر النيل (15%) والشمالية (11%) وشمال دارفور (9%) والنيل الأبيض (9%).
وأفادت الفرق الميدانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة بأن 71% من إجمالي النازحين فروا من ولاية الخرطوم.
وأوضحت المنظمة أن التقديرات الحالية لحالات النزوح على مدى الأيام الـ108 الماضية تفوق إجمالي الحالات المسجلة خلال السنوات الأربع الماضية، لكنها أشارت أيضا إلى أن الوصول إلى العديد من المناطق لا يزال مستحيلا بسبب القتال، ما يعني أن التقييمات الحالية استندت إلى تقارير أو تقديرات أولية.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 إبريل معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل ما لا يقل عن 3 آلاف شخص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد نحو أربعة ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من 800 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.